من منا لا يريد أن تتيسر أموره في هذه الحياة ؟ّ! …
ومن لا يتمنى ذلك ؟! فكل نفس ٍ تتوق إلى تحقيق
غاياتها ،وكل فرد ٍ يطمع في بلوغ المجد والفوز
بالنجاح في أقرب وقت ، وبأقل جهد ٍ ممكن ..
لكن نيل المطالب والوصول إلى المجد لا يكون
بالتمني فقط ، فالمجد لا يقدم على طبق من ذهب
وألماس للكسالى والاتكاليين ، وطريق النجاح ليس
مفروشا ً بالورود والرياحين ، بل أن كل طريق
من طرقه وكل مسلك من مسالكه مليء بالعقبات التي
تختلف في كمها وكيفيتها ، ومدى صعوبتها
والتغلب عليها :
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
فينبغي على كل فرد أن يحاول جاهدا ً التغلب على كل المعوقات ، ويجتاز جميع الحواجز التي قد تعترض طريقه …
فمن أراد أن يحقق النجاح ، وينال المجد كما ناله أسلافنا عليه أن يصعد سلم الكفاح خطوة خطوة بكل جد ٍ وثبات ، وبكل عزيمة ٍ وإصرار.
والناس في طريقة صعودهم هذا السلم أصناف ، فمن استطاع أن يصل إلى أعلاه دون أن يتعثر فأولئك طريقهم إلى القمة سهل ميسر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، فهم يمتلكون كافة المقومات التي تساعدهم على الصعود ، والتي من أهمها توفيق الله سبحانه وتعالى ، وتجدر الإشارة هنا أنني أعني العصاميين والجادين ، الذين وصلوا بجهودهم الخاصة غير مسنودين أو مدعومين ..
أما النوع الثاني ، فهم الذين استطاعوا الوصول بعد اجتيازهم العديد من العقبات ، وتعرضهم للكثير من العثرات ، فهؤلاء ممن أخفقوا لكنهم نجحوا أخيرا ً عندما استفادوا من أخطائهم وحولوها إلى دروس وخطط للنجاح ؛ فهؤلاء هم موضع إعجاب ، وقدوة حسنة لغيرهم .
أما الذين وقفوا مكتوفي الأيدي طويلا ً عند بداية السلم ، ولم يبذلوا أي جهد ٍ يذكر ، ولم يتعلموا من أخطائهم ، ولم يتأملوا في سير من سبقهم ، فهذا الصنف من الناس هم الفاشلون حقا ً ، لأن الفشل ذاته لا يعد عيبا ً ، لكن العيب فيمن لم يحاول ولم يعمل…
وهنا علينا أن نعمل جاهدين للوصول إلى ضفة النهر ، والحصول على رغباتنا ، وتحقيق أهدافنا المأمولة ، التي يجب أن يكون رضى الله ، ثم مصالح أمتنا الإسلامية في مقدمتها ، وأن نحاول قدر الإمكان أن نكون من النوع الأول من المكافحين ، وإن شاءت الأقدار غير ذلك ، فالنكن من الثاني ، أما النوع الثالث فالنتعاون جميعا ً على إلغائه من الوجود ..
***