جوارديولا |
بينما انحصر الصراع على لقب أفضل لاعب كرة قدم في العالم بين ثلاثة من
نجوم برشلونة الأسباني ، كان من الطبيعي أن يدخل مديرهم الفني جوسيب
جوارديولا ضمن الترشيحات على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2010 وهي
الجائزة التي استحدثها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مؤخرا.
ولكن فوز برشلونة المضمون بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 2010
لن يضمن بالضرورة لمديره الفني (الجريء) جوارديولا الفوز بجائزة أفضل مدربي
العالم خاصة وأن منافسيه على هذه الجائزة حققا في عام 2010 ما يفوق إنجاز
جوارديولا للعام نفسه.
ويتنافس مع جوارديولا على هذه الجائزة مواطنه (الهادئ الطيب) فيسنتي دل
بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني وخصمه (الشرس) جوزيه مورينيو المدير
الفني البرتغالي لريال مدريد الأسباني.
وقبل بداية الموسم الماضي 2009/2010 أنفق فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال
مدريد ببذخ وحطم كل الأرقام القياسية في سوق انتقالات اللاعبين بالتعاقد مع
ثمانية من أبرز لاعبي العالم في مراكز عدة أملا في إنهاء سيطرة نادي
برشلونة على ساحتي كرة القدم الأسيوية والأوروبية.
ولكن محاولات بيريز باءت بالفشل لأنها اصطدمت بالمدرب المتألق جوسيب
جوارديولا الذي قاد فريقه للحفاظ على لقب الدوري الأسباني متفوقا على ريال
مدريد كما بلغ جوارديولا مع برشلونة الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال
أوروبا التي خرج فيها ريال مدريد من دور الستة عشر.
وجاء خروج برشلونة من المربع الذهبي للبطولة على يد انتر ميلان الإيطالي
الذي قاده البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أكد أنه من أفضل المدربين في
العالم إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق خلال السنوات الأخيرة.
وقاد مورينيو فريق انتر للفوز بالثلاثية التاريخية (دوري وكأس إيطاليا
ودوري أبطال أوروبا) علما بأنه سبق له الفوز بلقب دوري الأبطال مع فريق
بورتو في عام 2004 .
ولكن كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا قد تضرب بإنجازات مورينيو وجوارديولا
عرض الحائط لتمنح جائزة أفضل مدرب في عام 2010 للأسباني الآخر دل بوسكي
الذي قاد الماتادور للفوز بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
وتولى دل بوسكي تدريب المنتخب الأسباني بعد فوز الماتادور بلقب كأس الأمم
الأوروبية الماضية (يورو 2008) وهو ما ضاعف من مهمة دل بوسكي لأنه تسلم
الفريق بطلا وأصبح مطالبا بالحفاظ على إنجازاته خاصة وأن الفريق يضم مجموعة
من المواهب والمهارات التي يصعب تكرارها وتتميز بامتزاج الخبرة مع الشباب.
وتعامل دل بوسكي بذكاء مع الموقف فلم يلجأ إلى تغييرات جذرية مع الفريق
وإنما واصل العمل مع الفريق من حيث انتهى مديره الفني السابق لويس أراجونيس
الفائز بيورو 2008 وبدأ دل بوسكي عملية إحلال وتبديل مدروسة وتدريجية.
وبعد عامين من العمل الجاد والنجاح التام مع الفريق حيث حقق الفوز في جميع
مبارياته العشر بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2010 ، جاء وقت الحصاد وقاد دل
بوسكي المنتخب الأسباني لأول ألقابه العالمية ليتفوق بذلك على إنجاز
أراجونيس .
وأظهر دل بوسكي عبقريته في المونديال بعدما أصر على عدم تغيير طريقة لعب
الفريق رغم الهزيمة صفر/1 أمام سويسرا في أولى مبارياته بالبطولة حيث واصل
الفريق تقديم عروضه الجميلة التي تعتمد على أسلوب التمرير المتقن.
أما جوارديولا فتولى تدريب برشلونة في أيار/مايو 2008 خلفا للهولندي فرانك
ريكارد ونجح سريعا في قيادة الفريق إلى منصات التتويج محليا وأوروبيا حيث
جمع مع الفريق ألقاب ست بطولات مختلفة في عام 2009 .
والأكثر من ذلك كان نجاح جوارديولا في كسب احترام وسائل الإعلام من خلال هدوء أعصابه وعدم خروجه عن النص حتى في أصعب اللحظات.
ولم يفقد جوارديولا هدوئه أو جرأته على الرغم من تعاقد ريال مدريد مع
مورينيو لكسر شوكة برشلونة ، نجح جوارديولا في اختباره الأول أمام مورينيو
وتغلب على ريال مدريد 5/صفر في أواخر تشرين ثان/نوفمبر الماضي في أول لقاء
قمة (كلاسيكو) أمام مورينيو بالدوري الأسباني.
في المقابل ، لم يتأخر مورينيو كثيرا في نيل الانتقادات بأسبانيا ودخل
سريعا في دوامة المشاكل والخلافات مع مدربي الفرق الأخرى ومع وسائل
الإعلام.
ورغم ذلك ، ما زالت الكثير من وسائل الإعلام تعتبر مورينيو المدرب الأفضل
في العالم نظرا لتفوقه خططيا على منافسيه ونجاحه الفائق مع كل فريق يتولى
مسئوليته بدء من بورتو البرتغالي ومرورا بتشيلسي الإنجليزي وانتر ميلان
الإيطالي ووصولا لريال مدريد.
ولكن إنجازه مع انتر في موسم 2009/2010 ما زال هو الأفضل له مما يجعله مرشحا بقوة لإحراز لقب أفضل مدرب لعام 2010 .
دل بوسكي |