مازالت الجماهير الأكبر سنا لنادي إنتر ميلان الإيطالي لكرة القدم تتذكر هذه الأجواء ، أما الجماهير الأكثر شبابا للفريق فقد رأت هذه الأجواء تعود من جديد في وسائل الإعلام المحلية مع استعداد بطل إيطاليا وأوروبا للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي هذا الأسبوع.
ونجح فريق إنتر العظيم قبل 45 عاما في إحراز اللقب العالمي عندما كان يطلق على البطولة اسم "كأس إنتركونتينينتال" ، وكان يتنافس على هذا اللقب آنذاك أبطال أوروبا وقارة أمريكا الجنوبية فقط.
ويأمل حاليا في تكرار إنجاز النجوم سارتي وبورجنيتش وفاكيتي ، الذين أحرزوا لقب كأس إنتركونتينينتال عامي 1964 و1965 ، لاعبو فريق إنتر ميلان الحالي الذين واجهوا صعوبات عديدة في الأشهر القليلة الماضية بعدما اختتموا الموسم الماضي في أيار/مايو بإحراز ألقاب الدوري والكأس الإيطاليين إلى جانب دوري أبطال أوروبا.
وخسر إنتر مباراة كأس السوبر الأوروبية أمام أتلتيكو مدريد الأسباني في آب/أغسطس الماضي ، وهو الآن يسعى لإصلاح صورته في موسم 2010/2011 المتواضع بالنسبة له عندما يلتقي مع بطل آسيا الكوري الجنوبي سيونجنام إلهوا تشونما بعد غد الأربعاء في أبو ظبي.
ويستهل إنتر مشواره في بطولة كأس العالم للأندية بأبو ظبي من الدور قبل النهائي ، بينما تأهل سيونجنام إلى المربع الذهبي بعد تغلبه على فريق الوحدة الإماراتي 4/1 في دور الثمانية.
ويتنافس على بطاقة التأهل الثانية لنهائي كأس العالم للأندية يوم السبت المقبل ، مازيمبي الكونغولي وإنترناسيونال البرازيلي اللذين سيلتقيان في مباراة الدور قبل النهائي الأخرى بعد غد.
وفي عام 1964 ، نجح إنتر العظيم في إحراز الكأس العالمية نفسها بقيادة النجوم بيدن وجوارنيري وبيكي وجاير بالتغلب 1/ صفر على إندبنديينتي الأرجنتيني في مباراة فاصلة بأسبانيا بعدما خسر خارج أرضه وفاز على ملعبه.
ولم يكن مجموع مباراتي الذهاب والعودة أو لائحة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين معمولا بهما في الستينات ، ولكن إنتر تجنب خوض مباراة ثالثة فاصلة في العام التالي عندما فاز في ميلانو 3/ صفر على إندبنديينتي وتعادل سلبيا في أفيلانيدا.
وكان كورسو وبييرو وماتزولا هم هدافو هذه السنوات ، ولكنهم هذا الأسبوع سيتحولون إلى مشجعين لإنتر إلى جانب زملائهم المهاجمين السابقين دومينجيني وسواريز.
وألغي نظام الذهاب والعودة ببطولة كأس إنتركونتينينتال في عام 1980 ، وبعد عام 2004 بدأت البطولة تتخذ طابع بطولة عالمية مصغرة تضم فرق من مختلف الاتحادات القارية في العالم.
وبصرف النظر عن طريقة إقامة مباريات البطولة ، فقد أكد ماسيمو موراتي رئيس إنتر أنه يريد السير على خطى والده أنجيلو موراتي والعودة بكأس البطولة العالمية إلى مقر الإنتر في ميلانو.
وإن كان الأسباني رافاييل بنيتيز مدرب إنتر يبدو أكثر حرصا على إحراز هذا اللقب سعيا للهروب من الانتقادات التي لازمته تقريبا منذ توليه تدريب الفريق خلفا للبرتغالي جوزيه مورينيو في تموز/يوليو الماضي.
وبدت مسألة إقالة بنيتيز وشيكة معظم الوقت بسبب الصعوبات التي يواجهها إنتر باستمرار سواء في دوري الأبطال ، الذي تأهل حامل اللقب إلى دور ال16 من منافساته ، أو في الدوري الإيطالي الذي وصل الفارق فيه بين إنتر وبين جاره متصدر ترتيب البطولة آيه سي ميلان إلى 13 نقطة. وإن كانت لإنتر مباراة مؤجلة.
وقال بنيتيز من أبو ظبي الأسبوع الماضي: "أسمع العديد من الأسماء تتردد من حولي ، ولكنني مازلت مدرب إنتر الوحيد .. وإذا فزنا بلقب بطولة كأس العالم للأندية سأبقى في هذا المنصب لمدة طويلة".
وتبدو فرص بنيتيز في أبو ظبي مزدهرة حيث أصبح لديه أخيرا قائمة كاملة العدد من لاعبي الفريق المتاحين بعد فترة طويلة من القوائم المكتظة بأسماء اللاعبين المصابين.
وتتركز الأخبار الجيدة بالنسبة لبنيتيز على عودة الحارس جوليو سيزار لصفوف إنتر بعدما عانى لعدة أسابيع من إصابة عضلية.
وقال الحارس البرازيلي الدولي: "إنني بحالة جيدة والحمد لله ، وأريد أن ألعب .. أعتقد أنني بوسعي أن ألعب يوم الأربعاء ، إننا جميعا نقدر الفرصة المتاحة أمامنا الآن".
أما المهاجم الأرجنتيني دييجو ميليتو ، البعيد عن الملاعب منذ فترة طويلة أيضا للإصابة ، فقد أنه "جاهز ومتحمس" تماما للعب إلى جوار النجم الكاميروني صمويل إيتو الذي حظى من جانبه براحة جيدة مؤخرا بفضل إيقافه عن مباراة إنتر بالدوري المحلي في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وأشار لاعب خط الوسط الصربي ديجان ستانكوفيتش إلى مرور وقت طويل على مشاركة جميع لاعبي إنتر في تدريبات الفريق بسبب الإصابة وقال: "يبدو أنه مر نحو مئة يوم منذ أن ظهرنا جميعا في تدريب واحد للفريق".
وأضاف: "لقد خضنا حلقتين تدريبيتين متتاليتين في أبو ظبي بمشاركة 22 لاعبا. عندما نتدرب سويا نسعى جميعا لتحسين مستوانا ونتمتع بالمزيد من التكثيف والالتزام والتركيز".
ويحتاج ستانكوفيتش ورفاقه لاستحضار كل إمكانياتهم بداية من بعد غد الأربعاء لكي يضمنوا تخليد أسمائهم في ذاكرة جماهير إنتر الحالية.