إن لكل دين خلقاً.....وخلق الإسلام الحياء
ابدأ موضوعي اليوم بهذا الحديث الشريف عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
لا أخفيكم سراً أننا في هذه الأيام في اشد الاحتياج إلى هذا الخلق الكريم .....إنه خلق من أهم الأخلاق .......خلق أصبح غريباً في هذه الأيام ........وحينما ضاع منا فسد المجتمع .......انه خلق كلما تمسكنا به ......زاد المجتمع طهر ونقاء
وهذا لا يعني أن الإسلام ليس فيه من الأخلاق إلا الحياء !!!!!!!
ولكن معناه أن أكمل أخلاق الإسلام هو الحياء!!!
ما معنى الحياء؟
نسمع أحيانا أن فلانا حيي أو يقال عنده حياء فماذا نعني بالحياء ؟؟؟؟
إن الحياء معناه انقباض النفس،أي أن النفس لا تستطيع فعل الرذيلة أو الشيء القبيح........ولا تطيقه
فالإنسان الحيي لا يستطيع أن يرى نفسه مهانة أمام الله أو أمام الناس أو حتى أمام نفسه
وقد كان رسولنا العظيم أشد حياء من العذراء في خدرها ،فكيف حياؤك أنت أخي ..أختي في الله ؟؟؟
ماذا تفعل إذا رأيت منظراً سيئاً؟ هل يحمر وجهك وتغض بصرك أم أنك .............؟
هل هناك فرق بين الخجل والحياء؟
كثير منا يظن أن الحياء معناه الخجل ولكن هناك فرق كبير بين الخجل والحياء
الخجل :ناتج عن جبن ،عن خوف .فالشخصية الخجولة ضعيفة ......شخصية لا تعرف قيمتها ......ولكن الحياء عكس ذلك تماماً ....فإن الحياء ناتج عن شخصية قوية ،شخصية تستشعر قيمتها فهي كريمة......تستعلي أن تفعل القبائح
بعد أن عرفنا الفرق بين الخجل والحياء نستطيع أن نفسر الكثير من التصرفات الخاطئة مثل:
ترى حقك مهضوماً ولا تطالب به وحينما يسألونك لماذا تسكت عن حقك تقول :أنا خجول..
حقاً إنه خجل وليس حياء ،لو كان هذا الإنسان حيياً لطالب بحقه.......
يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان
الأخلاق الفاضلة مردها للحياء:
يقول المصطفى صلوات الله عليه وسلامه."الحياء كله خير"
ويقول (صلى الله عليه وسلم): الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار
وليس خلق الحياء مقتصراً على الفتاة وحدها بل هو مطلوب أيضا للشاب كما للفتاة .لكن للأسف في أيامنا هذه بعض الفتيات أشد وقاحة وقلة حياء من أي شاب ....وقد شهدت هذا بنفسي .......والله .....واستحييت أنا من تصرفها .....وقلة حيائها .هداها الله وهدانا أجمعين
أخي في الله لاتقل إن الحياء مطلوب فقط للفتيات أو مقتصر عليهن لقد كان حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ........ألا تقبل أن تتشبه بأشرف خلق الله ....وتجعله قدوتك في هذا الخلق وغيره من الأخلاق الكريمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأنت أختي في الله إنك درة غالية ......جوهرة نفيسة .........صانها الإسلام وكرمها ......وأعطاها حقوقها كما لم تعط امرأة من قبل على مدار الحاضر والماضي .......لا ترخصي نفسك .......استحيي من الله .......حافظي على نفسك عزيزة شامخة ... في غير تكبر ولا غرور .وصدقيني والله ..ستكونين بأعين الناس من أفضل الفتيات وأحلاهن .والأهم من ذلك رضوان الله تعالى عنك ...............
لو كنت أخي ......أختي في الله تعلم وتوقن أن الله ينظر إليك ، لما ارتكبت المعصية ،بل كنت تستحي منه جل جلاله وهو تبارك وتعالى أحق بأن نستحيي منه
انظر إلى رحمة الله بك لتتعلم الحياء وانظر إلى لطفه بك وحرصه عليك ، يقول رب العزة جل وعلا في الحديث القدسي:
"إني والإنس والجن في نبأ عظيم ،أخلق ويعبد غيري، أرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد ,أتوود إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم ! ويتبغضون ألي بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلي ،أهل ذكري أهل مجالستي ، من أراد أن يجالسني فليذكرني ،أهل طاعتي أهل محبتي ،أهل معصيتي لا أقطنهم من رحمتي ،إن تابوا إلي فأنا حبيبهم ،وإن أبوا فأنا طبيبهم ،أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب،من أتاني تائباً تلقيته من بعيد ، من أعرض عني ناديته من قريب،أقول له أين تذهب؟ألك رب سواي،الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد , والسيئة عندي بمثلها وأعفو ،وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم"
إن كان قلبك طاهراً .........نقياً ........حيياً فستبكي بعد كلام الله
أما تستحي من الله بعد كل هذه الرحمات؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل هذا وتعصي الله ولا تستحي منه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انظر إلى نعم الله عليك واستحي منه.....
يقول تعالى / يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم *الذي خلقك فسواك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركبك) (الانفطار: 6- 8 )
(فلينظر الإنسان إلى طعامه*أنا صببنا الماء صباً*ثم شققنا الأرض شقاً *فأنبتنا فيها حباً*وعنباً وقضباً*وزيتوناً ونخلاً*وحدائق غلباً*وفاكهة وأباً) (عبس:24-31)
حقاً إنها نعم بلا شكر ، وأول شكرها أن تستحي من منعمها.....جل وعلا
ختاماً:
هل أحسست حينما عصيت الله بالحياء منه؟!
هل أحسست حينما قصرت في عبادة الله بالحياء منه؟!
هل أحسست بأنك العبد الفقير الضعيف فاستحييت من الله؟!
هل أحسست بحبك لله فاستحييت من الله؟!
هل أحسست بجلال الله وجبروته فاستحييت من الله؟!
هل أحسست أن نعم الله تغمرك فاستحييت من الله؟!
والآن أخوتي إليكم هذه البشرى:
يقول العلماء: "
من استحى من الله بلغ مقام الأولياء"
جعلنا الله وإياكم ممن يسمعون القول فيتعبون أحسنه