[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تمثل مباراة "قمة" دوري الدرجة الاولى الاسباني لكرة القدم والتي ستجمع بين برشلونة وريال مدريد تذكيرا جاء في وقته للهيمنة المتزايدة التي يمارسها اغنى ناديين في العالم على الدوري المحلي.
وتستند هذه القوة بشكل اساسي لسيطرة الفريقين على نحو 600 مليون يورو (799 مليون دولار) في شكل عائدات سنوية من حقوق البث الاذاعي والتلفزيوني والتي تأتي في المقابل نتيجة النظام المطبق في اسبانيا بشأن دخول الاندية في مفاوضات مع الشركات التلفزيونية بشكل فردي وليس جماعي كما هو الحال بالنسبة لاغلب بطولات الدوري الاوروبية الاخرى.
ويحصد ريال وبرشلونة اللذان سيلتقيان في استاد نو كامب في قطالونيا في مباراة سيتابعها الملايين حول العالم يوم الاثنين نحو نصف العائدات وهو ما يساعدهما على دفع مقابل صفقات الانتقال الفلكية ورواتب افضل اللاعبين.
وتركت بقية اندية دوري الدرجة الاولى الاسباني لكي تبرم عقودها بنفسها للوصول لافضل اتفاقات ممكنة ووقع الكثير منها في مأزق جراء ذلك. ولا تمتلك هذه الفرق اي امل حقيقي للفوز بالدوري.
وتوقع محللون ان يعضد اتفاقا وقع هذا الشهر مع 11 فريقا من الدوري الاسباني لتقاسم بعض من عائدات البث التلفزيوني بدءا من عام 2015 تفوق ريال وبرشلونة بينما سيساعد بقية الفريق بالقليل فقط.
واضاف المحللون انه سيكون من الصعب تسويق حقوق البث التلفزيوني لدوري يضم 20 فريقا يتنافس فيه فريقان فقط على اللقب كل موسم مشيرين الى ان ريال وبرشلونة سيخسران على المدى الطويل الى جانب بقية الفرق الاسبانية بسبب هذا الامر.
ووفقا للاتفاق سيحصل ريال وبرشلونة على 34 في المئة من الدخل الخاص بحقوق البث التلفزيوني التي تم التفاوض عليها حيث تم ابرام اتفاق جماعي جديد سيسري من عام 2015 بينما سيحصل فريقا بلنسية واتليتيكو مدريد على نسبة 11 في المئة بينما ستتقاسم بقية الاندية بقية العائدات استنادا الى مواقعها في ترتيب جدول المسابقة.
والمح انخيل باراخاس الاستاذ المساعد في شؤون الادارة المالية في جامعة فيجو الى ان ظروف سوق البث التلفزيوني الذي تتهدده المشاكل يمكن ان تتغير بشكل كبير بحلول عام 2015 وان امال الاندية في جني 200 او 300 مليون يورو اضافية ربما تكون متفائلة.
وقال باراخاس لرويترز "بالنظر الى الافتقار الى التوازن التنافسي فانه يمكن القول ان دوري الدرجة الاولى ليس جذابا بما يكفي لاشعال حرب عروض."
واضاف "اذا ما سارت الامور في الطريق الذي تسير عليه الان فان الاهتمام بدوري الدرجة الاولى سيتقلص وستتأثر عائدات البث التلفزيوني بالتالي."
وتدعم الاندية الستة الاخرى المنتمية لدوري الدرجة الاولى الاسباني والتي لم توقع على الاتفاق وهي اشبيلية وفياريال واتليتيك بيلباو واسبانيول وريال سرقسطة وريال سوسيداد نظاما بديلا اشبه الى حد كبير بذلك المعمول به في الدوري الانجليزي الممتاز حيث تعد الفجوة بين الاندية الغنية والفقيرة اقل نوعا ما.
واظهرت دراسة نشرت في مايو ايار الماضي من قبل شركة سبورت بلس ماركت للاستشارات ان ريال وبرشلونة يحصلان على عائدات من اتفاقات البث التلفزيوني تزيد بواقع 19 ضعفا مقارنة بالاندية الصغيرة في دوري الدرجة الاولى وهي اكبر فجوة الى الان بين الدوريات الاوروبية.
وتحصل الاندية الغنية في الدوري الانجليزي الممتاز والذي يدر ما يزيد على مليار يورو سنويا في شكل عائدات بث تلفزيوني على مبالغ تزيد 1.7 ضعف عن الاندية المنافسة الصغيرة.
وقال خوسيه ماريا ديل نيدو رئيس نادي اشبيلية في الاسبوع الماضي "في السنوات الخمس الماضية بلغت نسبة فوز الناديين الكبيرين بلقب الدوري 100 في المئة وفي السنوات المقبلة لن تكون هناك فرصة لاي من الاندية الاخرى للارتقاء لمستوى المنافسة على اللقب مع ريال مدريد او برشلونة."
واضاف "هذا شيء لا يحدث عند جيراننا الاوروبيين." وقالت الاندية الستة انها ستنقل الموضوع الى السلطات المسؤولة عن المسابقات في اسبانيا.
وسيشهد العرض البديل تقاسم 40 في المئة من العائدات بالتساوي بين الاندية على ان توزع نسبة الستين في المئة المتبقية وفقا لمعايير مثل النتائج في الملعب ونسبة المشاهدة.
وقال خوسيه ماريا جاي استاذ المحاسبة وخبير التمويل الكروي في جامعة برشلونة ان اسبانيا تحولت الى اسكتلندا جديدة مع وجود فريقين هما سيلتيك ورينجرز في الدوري الاسكتلندي يسيطران على المسابقة في مواجهة بقية الفرق.
وقال جاي لرويترز "الاندية التي انضمت الى الاتفاق مع الناديين الكبيرين قد سلمت بعدم قدرتها على النمو وسلمت الدوري الى اقوى ناديين في المسابقة."
واضاف "على المدى الطويل ستضعف قوة الدوري الاسباني وسيفقد الناس اهتمامهم. من الصعب بالفعل الان بيع المنتج المتمثل في دوري الدرجة الاولى على مستوى العالم. سيمثل هذا مستقبلا تعيسا للدوري المحلي اذا لم يتم تنظيم الامور بالشكل المناسب."
وريال مايوركا هو واحد من الاندية التي وقعت على الاتفاق الخاص بين ريال وبرشلونة.
واقر يوتز كاليسين رجل الاعمال الالماني واستاذ الادارة الذي اشترى مؤخرا حصة في نادي مايوركا بان توزيع عائدات البث التلفزيوني في اسبانيا لا يتم بشكل متساو الا انه قال ان اي خطوة باتجاه تطبيق نظام عادل سيتم الترحيب بها.
وقال كاليسين لرويترز "في بعض الحالات التي تمر بنا في الحياة فان اعادة التقييم يعد افضل من احداث ثورة وبالتالي فان اي اتفاق يسير في الاتجاه الصحيح يعد افضل من بقاء الوضع السيء."
واضاف "على المدى الطويل فان تطبيق نظام توزيع اكثر عدلا وتساويا لعائدات البث التلفزيوني سيكون في مصلحة ريال مدريد وبرشلونة ايضا."